ما بين “المناصرة” في فلسطين، و”بو مدين” في مصر.. متى ينتهي التنكيل بالأطفال؟

في حالة من التشابه الشديد في أساليب القمع بين كل من الكيان المحتل (إسرائيل) ومصر، يوجد العديد من الأطفال المحبوسين الذين يعانون من عمليات التنكيل الممنهجة من قبل كل من السلطتين -كل في دولته-، من أبرز تلك الحالات الطفل الفلسطيني (أحمد المناصرة) والطفل المصري (عبد الله أبو مدين)، وكلاهما بذريعة الإرهاب!

 “مش متذكّر.. بقولك مش متذكّر” تلك كانت كلمات  الطفل الفلسطيني المقدسي أحمد المناصرة أثناء الضّغط عليه من قبل أحد عناصر الأمن الإسرائيلي في إحدى جلسات التحقيق معه، تعرّض المناصرة للاعتقال من قبل السّلطات الإسرائيلية في عمر ال 13 عام في عام 2015 إثر اندلاع انتفاضة القدس، بعد إطلاق النار عليه من قبل القوّات الإسرائيلية عليه وابن عمه الذي استشهد متأثراً بإصابته، وذلك إثر الاشتباه في محاولتهما تنفيذ عملية طعن مستوطنين إسرائيليين في مستوطنة “بسغات زئيف” وتصويره غارقاً في دمائه وتوجيه الألفاظ النابية له.

عانى المناصرة على مدار 7 سنوات من شتّى أنواع التعذيب النفسي والجسدي والتي أدت إلى تدهور شديد في صحته خاصة على الصعيدين النفسي والعقلي إذ يعاني من (الفصام والتخيلات الذّهانية) بالرغم من ادعاء السّلطات الإسرائيلية تقديمها العلاج النفسي له والذي لا يعرف ماهيته إلى الآن، مع الإبقاء عليه قيد الحبس الانفرادي.

أمّا الطفل المصري السّيناوي “عبدالله أبو مدين نصر الدين عكاشة” -أصغر سجين سياسي في مصر- صاحب الـ 18 عاماً، والذي كان يحلم بأن يصبح رساماً.

 ألقي القبض عليه في سن الثانية عشر عندما كان طالباً في الصف الأول الإعدادي، حيث ألقت قوات الجيش المصري القبض عليه من منزله كرهينة لحين تسليم أخيه الأكبر  عبد الرحمن بو مدين نفسه إليهم، عانى عبد الله من التعذيب والتنكيل سواءً بالضرب والصّعق بالكهرباء وإطفاء السجائر في أنحاء متفرقة من جسده، بالإضافة إلى تعذيبه بالتجويع إذ كان لا يحصل على الطعام المتمثل في الخبز الجاف والجبن أو الفول غير كل 3 أيام وبكميّات قليلة جداً، لم تتوقف البشاعات عند هذا الحد، فقد تم إدراجه على ذمّة قضية سياسية تحمل رقم 570 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، صدر بعد ذلك قراراً بإخلاء سبيله في نهايات 2018 إلا أنه لم ينفذ، ليختفي الطفل عبد الله منذ تاريخه إلى الآن لا يعرف له مصير!

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
×

Hello!

Click one of our contacts below to chat on WhatsApp

×