لما “قيم الأسرة المصرية” تتحول لسيف وحياة البنات تبقى هي الثمن

في حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء، لازم نفتكر إن العنف مش بس ضربة، ولا صرخة، ولا تهديد في الشارع. العنف أوقات بييجي في شكل محاكمة، محضر، حكم، أو تهمة هلامية اسمها “قيم الأسرة المصرية”، تتحول لسلاح ضد البنات.

ومن 2020 لحد النهارده، من خلال تقارير حقوقية موثّقة، اتسجّل أكتر من 151 شخص في أكتر من 109 قضية بسبب محتوى الإنترنت وأغلبهم ستات وبنات.يعني المشكلة مش”“كام بنت على تيك توك”، لا، دي حملة واسعة ومتكررة، هدفها السيطرة على صوت البنات ومساحتهم على الإنترنت.

وعلى سبيل المثال البنات اللي حياتهم اتقلبت:

سوزي الأردنية: اتقبض عليها بسبب فيديوهات رقص عادية جدًا واتحوّلت لجريمة “خدش حياء”.

أم مكة: ست بسيطة بتصور يومياتها، لقيت نفسها متهمة بانتهاك قيم الأسرة.

أم سجدة: محتوى اجتماعي جدًا، ومع ذلك اتمسكت واتقال إنها “بتفسد المجتمع”.

مودة الأدهم: قضية ورا قضية، منع سفر، تجميد أموال وكل ده بسبب فيديوهات لا تضر أحد.

حنين حسام: اتسجنت باتهامات “اتجار بالبشر” بسبب إعلان شغل على تطبيق.

علياء قمرون: اتقبض عليها في الموجة الأخيرة من حملات التيك توك واتحطت في خانة “الخطر المجتمعي”.

البنات دول مش مجرمات.دول ضحايا سلطة بتستخدم القانون كسوط، و”قيم أسرة” كحجة جاهزة لقمع أي ست مش ماشيّة على مزاج المجتمع.

فين المشكلة؟ وليه ده عنف ضد الستات؟ لأن المجتمع بيعمل قالب واحد للست:ما تطلعش ما ترقصش ما تضحكش ما تتكلمش ما تبانش. ولو ظهرت بره الخط يبقى العقاب جاهز.

“قيم الأسرة المصرية” بقت كلمة سر بس بتحمي مين؟مش بتحمي الأسرة ولا بتحمي الأطفال ولا بتحمي الأخلاق.هي بتحمي السلطة والرقابة والسيطرة على جسم وكلام البنات. والمفارقة؟إن نفس اللي بيتقال عليه “عيب “على تيك توك…بيبقى فن في السينما وعرض في التليفزيون وثقافة في المهرجانات!

يعني المشكلة مش في المحتوى المشكلة مين اللي بيقدّمه.القوانين اللي اتسخدمت لقمع البنات

الدولة بتسند حملتها لقوانين فضفاضة جدًا:المادة 25 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات (175 لسنة 2018):”انتهاك قيم الأسرة المصرية” جملة بلا تعريف تُستخدم لمحاكمة أي بنت ينشر عليها فيديو مش عاجب المجتمع.

مواد “خدش الحياء” و”الفجور” في قانون العقوبات:مفيش معايير واضحة، ومجرد رأي أو تفسير من جهة التحقيق يكفي لعقوبة حبس وغرامة

.القوانين دي ما بتحميش المجتمع…هي بتحمي وجهة نظر واحدة، وبتكتم كل الأصوات اللي مش ماشية في الخط.ليه ده عنف؟لأن العنف مش لازم يكون جسدي، العنف كمان:قضية، حبس، تشهير، تجميد أموال، منع سفر، تكسير، مستقبل ووصمة بتفضل مدى الحياة.ده اسمه عنف قانوني ومؤسسي بيمارس ضد الستات تحت شعار “الحفاظ على القيم”.

رسالة الحملة:إحنا هنا النهارده في الـ١٦ يوم علشان نقول:البنات اللي اتقبض عليهم مش مجرمات

اللي محتاج يتحاسب هو القانون الفضفاض، مش اللي بيرقص على تيك توك.”قيم الأسرة المصرية” ماينفعش تبقى سوط على ضهر البنات. حرية التعبير مش ترف، دي حق أساسي.

وحماية المجتمع تبدأ من احترام حرية الستات مش مطاردة فيديوهات قصيرة. والأهم ماينفعش نسكت.

ماينفعش نقبل الظلم باسم القيم. وماينفعش نسيب البنات لوحدهم.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
×

Hello!

Click one of our contacts below to chat on WhatsApp

×