النهاردة هنحكيلكم قصة طفل اتقبض عليه بسبب لعبة فيديو! طفل برئ كل حلمه في الحياة كان إنّه يكمل دراسته ويعيش طفولته، لحد ما اتخطف في لحظة غير متوقعة وغير عادلة، واختفى في السّجون.
محمد عماد محمد علي إبراهيم، طفل أمريكي من أصل مصري، عمره 16 سنة. ومن أكتر من 120 يوم، اتغيرت حياته بشكل صعب ومروّع. تم القبض عليه من قبل قوات الأمن المصرية وأخذوه لمكان مجهول. وإدراجه على ذمّة القضيّة رقم 4240 لسنة 2024 حصر أمن الدولة العليا.
كل حاجة بدأت يوم 26 أغسطس 2024، الساعة 3 ونص الفجر، لما اقتحمت قوّات الأمن الوطني بيت “محمد” في عز الليل وبدون أي مسوّغات أو مبرر قانوني. “محمد” كان طالب في الصف الأول الثانوي، وكان زي أي طفل في سنه بيحلم بمستقبل أفضل. لكن فجأة، لقى نفسهم متحاوط بظبّاط وجنود ملثّمين وهمّ بياخدوه من البيت في غفلة. لمكان مجهول! و حاولوا ياخدوا كاميرات المراقبة من البيت كمان.
كل ده عشان كان بيلعب لعبة فيديو مشهورة وشاف فيديو ليه علاقة بيها! فكان سبب كافي للأمن عشان يقتحموا بيته ويقبضوا عليه، متهمينه بمشاهدة فيديوهات ضد النظام على وسائل التواصل الاجتماعي!
لكن مأساة “محمد” موقفتش عند مجرد القبض عليه بس، دي كانت بداية معاناة جديدة ليه ولأهله. بعد ما اختفى في مقرات أمن الدولة لمدة 11 يومًا، حاولت أسرته بكل الطرق القانونية تلاقيه أو تعرف أي حاجة عنه، لكن محدش كان بيرد عليهم. ودايماً كان في إنكار لوجوده، وكل يوم كانوا بيعيشوا في كابوس فقده واختفائه.
بعد 11 يوم، ظهر “محمد” في 5 سبتمبر 2024 قدام نيابة أمن الدولة العليا. واتهموه بالانضمام لجماعة إرهابية! هو طفل، مش فاهم يعني إيه إرهاب! لكن اللي كان واضح أكتر من أي حاجة هو إنّه تم سلب كل حاجة، حتى أبسط حقوقه.
على الرغم من كل اللي فات، إلا إن المأساة الأكبر كانت إن “محمد” بيعاني من مرض الربو الحاد، واللي كان محتاج فيه لعلاج مستمر وأجهزة استنشاق. لكن بدل ما يحصل على العلاج، كان بيعاني من نوبات ربو شديدة، والسلطات مش مهتمة بيه ولا بصحته، ولا بيحصل أي تدخل طبي عاجل ليه، وده زاد من معاناته بشكل كبير، وأدّى لتدهور ملحوظ في حالته الصحيّة.
قصة “محمد” هي واحدة من مئات القصص المؤلمة لأطفال زيّه، محبوسين بسبب قضايا مالهاش علاقة بيهم ولا ببراءتهم. عايشين في سجون النظام، محرومين من طفولتهم وأحلامهم بسبب صراعات سياسية ملهمش فيها.
نتمنى من كل قلبنا إن “محمد” يرجع لأهله ويدرس زي باقي الأطفال، ويعيش طفولته اللي اتسرقت منه.