تمثل حملة الـ 16 يومًا من النّشاط لمناهضة العنف القائم على النّوع الاجتماعيّ من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر فرصة لتسليط الضوء على العنف ضد النّساء في مجتمعنا.
في هذا الإطار إختارت بلادي تسليط الضّوء على بعض السيّدات اللّواتي تعرّضن لتجربة الاختفاء القسريّ إثر القبض عليهنّ .
ماذا نقصد بالاختفاء القسريّ؟
حسب الاتفاقيّة الدوليّة لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري يقصد ب ”الاختفاء القسريّ“ الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية يتم على أيدي موظفي الدولة، أو أشخاص أو مجموعات من الأفراد يتصرفون بإذن أو دعم من الدولة أو بموافقتها، ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده، مما يحرمه من حماية القانون.
السّيدة: مروة عبد الغني عبد الباقي
اختفاء قسريّ لمدّة 35 يوم
طالبة بالمدرسة الصّناعية، وأمّاً لطفلة تبلغ من العمر سبعة أعوام. تمّ القاء القبض عليها يوم 19 ديسمبر 2019 من منزلها وهي بعمر 23 عاما، لتنطلق معاناتها مع الاختفاء القسريّ.
اختفت مروة لفترة لا تعدّ بالهيّنة دامت 35 يوما. وبتاريخ 23 يناير 2020 ظهرت لأوّل مرّة أمام نيابة أمن الدّولة العليا على ذمة القضيّة رقم 1357 لسنة 2019 حصر أمن الدولة العليا, والمعروفة إعلاميّاً بقضيّة “الجوكر”.
وجّهت لها عدّة اتهاماتٍ، أشهرها الانضمام لجماعة إرهابيّة مع العلم بغرضها, وذلك على خلفيّة فيديو تم نشره في أواخر عام 2019 يظهر فيه أربعة أطفال مجهولي الهويّة -يرتدون قناع فانديتا- داعين لتظاهرات 25 يناير 2020.
لازالت السّيدة مروة داخل السّجن، تنتظر دورها في طابور إصدار الأحكام القضائيّة.
السّيدة: سميّة ماهر حزيمة
اختفاء قسريّ لمدّة 70 يوم
كيميائيّة، تبلغ من العمر 31 عامًا.
قامت قوّات الأمن باقتحام منزل والديها فجر الـ 17 من أكتوبر 2017، حيث تمّ القبض عليها ووالدتها. لاحقا أطلق سراح والدتها دون تحرير محضر.
تمّ اقتياد السّيدة سميّة معصوبة العينين من قبل قوّات الأمن إلى مكان مجهول، حيث ظلّت قيد الاختفاء القسريّ مدّة سبعين يومًا.
ظهرت بعد ذلك في نيابة أمن الدّولة، وتمّ التّحقيق معها لتوجّه لها عدّة اتّهامات أشهرها التّجسس والانضمام إلى جماعة إرهابيّة، وارتكاب سلوك يضر بالأمن القوميّ للبلاد، وذلك على ذمّة القضيّة المعروفة إعلاميّا بقضية “التّخابر مع تركيا”.
ظلّت مختفية بأمر من النّيابة لمدّة تزيد عن العامين، حيث كانت “سمية” تعرض على النّيابة في سريّة تامّة دون حضور أيّ من ذويها أو أحد من المحامين، ليتمّ في كلّ مرّة تجديد حبسها وتعود بعدها إلى مكان حبسها المجهول.
بقيت سميّة على حالها حتى توصّل ذويها إلى مكان وجودها بإحدى الزّنازين الانفراديّة داخل سجن القناطر نساء، حيث بقيت ممنوعة من الزّيارة ومن دخول أي أدوات شخصيّة أو علاجيّة، وتستمر معاناتها حتى الآن.
السيدة: خلود سالم عايد عودة
اختفاء قسريّ لمدّة شهر ونصف
ربّة منزل، تبلغ من العمر 26 عاماً، مقيمة بمدينة العريش -شمال شرق سيناء-.
قامت قوّات الأمن بتاريخ 18 مارس 2020 بالقبض عليها رغم عدم ارتكابها أيّة أعمال عنف أو إرهاب، وذلك أثناء حملها بطفلتها “جودي” الّتي وضعتها داخل محبسها في قسم الشّرطة عام 2020.
جاء القبض عليها ضمن حملةٍ شنّتها السّلطات المصريّة على عدد كبير من المقيمين/ات بمحافظة شمال سيناء، والّذين/اللّواتي تتمثّل جريمتهم/هنّ الوحيدة في كونهم/هنّ أقارب لأفراد متّهمين بالإنضمام إلى جماعاتٍ مسلّحة.
مرّت السّيّدة خلود بتجربة الاختفاء القسريّ المريرة والّتي دامت طوال شهر ونصف، لتظهر فيما بعد أمام نيابة أمن الدّولة لأوّل مرّة بتاريخ 6 مايو 2020 على ذمّة القضيّة رقم 810 لسنة 2019 حصر أمن الدولة العليا.
كما تعرّضت للتّدوير أكثر من مرّة، فبعد أن حصلت على قرار إخلاء سبيلها الأوّل مع نهاية سنة 2020، لم يتمّ تنفيذ القرار، ووقع ترحيلها من سجن القناطر نساء إلى قسم شرطة أبو صوير بالاسماعيليّة، ثمّ إلى قسم القنطرة غرب بالإسماعيليّة.
مع بداية سنة 2021 تمّ ترحيلها لقسم أوّل العريش بشمال سيناء، وتمّ تدويرها على ذمّة قضيّة جديدة، تلا ذلك صدور قرار ثانِ بإخلاء سبيلها، لم يقع تنفيذه.
تمّ تدويرها للمرّة الثّالثة على ذمة قضيّة جديدة، والمعروفة إعلاميّاً باسم قضيّة “ولاية سيناء” حيث وُجّهت لها عدّة اتّهامات أشهرها الانضمام لجماعة داعش الإرهابيّة، مع العلم بأغراضها، وتقديم الدّعم اللوجستيّ عن طريق تمويل هذه الجماعة.
في يونيو 2022 قرّرت محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيل السّيدة خلود بضمان محل إقامتها، لكنّها لم تحصل على حرّيّتها، وتمّ احتجازها بشكلٍ غير قانونيّ حتى تمّ تنفيذ القرار سالف البيان في أكتوبر 2022.
الطّفلة: سحر أحمد معيوف سليمان
اختفاء قسريّ لمدّة 22 يوم
طفلة تبلغ من العمر خمسة عشر عاما، تمّ إجبارها على الزّواج داخل ولاية سيناء ثلاث مرّات، وأنجبت رضيعها “حمدي” وهي لا تزال قاصرا.
أُلقي القبض عليها بتاريخ 13 فبراير 2021، وذلك بعد عبورها قرية المطلّة التّابعة لمحافظة شمال سيناء، إثر نجاحها في الخروج من ولاية سيناء، وذلك هرباً من ضيق العيش.
عانت الطّفلة الأمرّين، فإلى جانب كلّ الّذي عايشته في سيناء من زواج قسريّ وانتهاكٍ لطفولتها، تعرّضت للاختفاء القسريّ مدّة 22 يوماً إثر إلقاء القبض عليها.
تمّ إدراجها على ذمّة القضيّة رقم 620 لسنة 2021 حصر أمن الدولة العليا، والمعروفة اعلاميّا بقضيّة “ولاية سيناء”، ووجّهت لها عدة اتّهامات أشهرها الانضمام لجماعة داعش الإرهابيّة، مع العلم بأغراضها وتقديم الدّعم اللّوجستيّ عن طريق تمويل هذه الجماعة.
بتاريخ 24 نوفمبر 2021 صدر قرار من محكمة الجنايات بإخلاء سبيلها بتدابير احترازيّة لانتفاء مبرّرات حبسها احتياطياً، وأخيرا تمّ رفع التّدابير الإحترازيّة وإخلاء سبيلها بضمان محل إقامتها في يناير 2022.
السّيدة: مروة أشرف عرفة
اختفاء قسريّ لمدّة أسبوعين
مترجمة ومدوّنة، وأمّ لطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات وتدعى “وفاء”.
تمّ القبض عليها في أبريل 2020 من منزلها بمدينة نصر حيث بقيت قيد الاختفاء القسريّ لمدّة أسبوعين إلى أن ظهرت بتاريخ 5 مايو 2022 أمام نيابة أمن الدّولة العليا.
وجّهت لها عدّة تهم أشهرها الانضمام لجماعة إرهابيّة وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة. كما تمّ إدراجها على ذمّة القضيّة رقم 570 لسنة 2020 حصر أمن الدّولة العليا.
مازالت السّيدة مروة قابعة داخل زنزانتها بسجن القناطر نساء، رهن الحبس الاحتياطيّ ليتمّ التّجديد لها في كلّ مرّة.
السّيدة: أمنية إبراهيم عبد الستار
اختفاء قسريّ لمدّة قاربت الشّهرين
مسوّقة منتجات على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، تمّ القبض عليها على خلفيّة إنضمام أخيها “محمد إبراهيم عبد السّتار” لجماعة داعش الإرهابيّة حيث أنّة كان دائم التّواصل معها هاتفياً للإطمئنان عليها وعلى صحّة والده، إلى أن بلغها خبر وفاته في 2016.
قُبض عليها رفقة زوجها من منزلهما بعين شمس بتاريخ 28 ديسمبر 2021،
ظلّت قيد الاختفاء القسريّ لمدّة قاربت الشهرين، حتى ظهرت بتاريخ 17 فبراير 2022، ليتمّ التّحقيق معها وزوجها الّذي تمّ إطلاق سراحه دون تحرير محضر، في حين تمّ إدراجها على ذمّة القضيّة رقم 626 لسنة 2021 حصر أمن الدولة العليا.
إلى حدود اليوم تقبع السّيدة أمنية رهينة الحبس الاحتياطيّ في زنزانتها بسجن القناطر نساء.