“ابنى هيفقد بصره ليه.. يا وزير الداخلية.. حقه يعمل العملية.. اقتلونى اقتلونى بس سيبوني اديله عيونى.. يا وزير الداخلية”
كانت تلك كلمات السّيدة “فاطمة أنور إمام القليوبي” صاحبة الـ59 عاماً، التي بدأت بها معاناتها في يناير 2017 مع المطاردة الأمنية، ومن ثم الحبس والتنكيل، والتي كانت قد دوّنتها على لافتة ووقفت بها أمام سجن طرة شديد الحراسة، مناشدةً وزير الداخلية لإجراء عملية جراحية عاجلة لابنها السجين السياسي “خالد أحمد مصطفى الصغير “، في عينه اليمنى وانقاذه من العمى التام بها، بعدما رفضت إدارة سجن طرة شديد الحراسة “العقرب” علاجه أو إجراء العملية اللازمة له، وحتى منعه من الزيارات وكافة حقوقه.
لم تكن السّيدة “فاطمة” تعلم أن مناشدتها تلك سيترتب عليها قيام قوّات الأمن الوطني المصرية بمطاردتها في يناير 2017، وتضييق الخناق عليها وملاحقتها أمنياً حتى اضطرّت إلى ترك منزلها خوفاً من إلقاء القبض عليها، وهو ما حدث بالفعل في فبراير 2020 حيث تم إلقاء القبض عليها من منزلها.
ظهرت السيدة فاطمة القليوبي أمام نيابة أمن الدولة العليا، واستكملت السلطات المصرية مسلسل انتهاكاتها ضدها، حيث أخضعت السيدة ‘فاطمة’ للتحقيق على ذمة القضية رقم 137 جنايات شمال القاهرة عسكرية لسنة 2018 والمعروفة إعلامياً بـ “ولاية سيناء 4” دون وجود محام معها، في مخالفة صريحة للقانون، بتهم (الإنضمام إلى جماعة محظورة، وتقديم الدعم اللوجستي لعناصر خلية إرهابية)، والتي قامت بإنكارها، إلا أن المحكمة العسكرية قد حكمت على السّيدة فاطمة بالسجن المشدد 5 سنوات دون وجود دليل.
لم تتوقف الانتهاكات الممارسة في حق السيدة فاطمة بمجرد صدور الحكم عليها، بل امتدت أذرع الأمن الوطني للتنكيل بها داخل محبسها في سجني القناطر للنساء، ومركز تأهيل وإصلاح العاشر 4 للنساء، فطبقاً للتوصيات فقد أودعت بالحبس الانفرادي لفترات مطوّلة منذ لحظة دخولها سجن القناطر للنساء في مارس 2021 إلى الآن، بالرغم من انتقالها لمركز تأهيل وإصلاح العاشر 4، ومنعت عنها الزيارات، وحتى السماح لها بمراسلة ذويها، دون وجود أي مبررات قانونية.
أيضاً تم منعها من تلقي العلاج أو الرعاية الصحيّة بشكل عام، وهو ما أثر عليها سلباً خاصة وأنها كانت تعاني قبل إلقاء القبض عليها من عدة أمراض مزمنة منها (حمى روماتيزمية على القلب، الضغط والسكر)، وإصابتها داخل السّجن بأزمات قلبية، وانعدام قدرتها على المشي!
تطالب بلادي السلطات المصرية بسرعة الإفراج عن السيدة “فاطمة عاشور إمام القليوبي” والكف عن التنكيل بها حفاظاً على ما تبقى من حياتها..
ويبقى تساؤلها.. إلى متى ستستمر السلطات المصرية ممثلة في مختلف أجهزتها بالتنكيل بذوي السّجناء/ات السياسيين/ات، وإلى متى سيظل القبض التعسفي والإيداع على ذمم قضايا سياسية هو مصير كل من تسوّل له نفسه/ها بالمطالبة بحقه/ها أو حق ذويه سواء داخل السّجون أو خارجها؟