بيان “غزّة تتعرض للإبادة”

في واحدة من أقسى الكوارث الإنسانيّة، والانتهاك الصّارخ لحقوق الإنسان كافّة، وانتهاك أحكام القانون الدوّلي العام، وأحكام القانون الدّولي الإنساني واتفاقيّات (جنيف) المعنيين بحماية المدنيين في أوقات الحروب والنّزاعات المسّلحة، والتي نصت على: 

“يوفّر القانون الدّولي الإنساني الحماية لمجموعة واسعة من الأشخاص والممتلكات خلال النـّزاعات المسلّحة. فاتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية تحمي المرضى والجرحى والمنكوبين في البحار الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية، وأسرى الحرب والأشخاص المحتجزين الآخرين، بالإضافة إلى المدنيين والأعيان المدنية”.

 وأيضاً “عدم جواز التّعرض للمدنيين في حالات الحروب والاشتباكات المسلحة”، والتي ألزمت جانب الاحتلال الإسرائيلي -تجاه قطاع غزّة- في بعثتها الرّسميّة “بعثة اللجنة الدولية للصّليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة بضمان توفير الاحتياجات الأساسيّة اللّازمة لسكّان القطاع وضمان تزويدهم/هن بالمؤن الغذائيّة والإمدادات الطبيّة والسّلع الأساسيّة الأخرى اللازمة للسماح للسكان بالعيش ضمن ظروف مادية مناسبة. وهو ما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بخرقه مباشرة في عدوانها على القطاع حيث اتبعت فيه سياسة الأرض المحروقة وقامت بقصف مئات المنازل على رؤوس ساكنيها من المدنيين العزّل.

لذلك تعلن مؤسسة بلادي جزيرة الإنسانية عن تضامنها الكلّي مع الشّعب الفــلــســطــيــنــيــ المحاصر في غزّة، وإدانتها الكاملة للاحتلال الإسرائيلي وممارساته ضدّ الشّعب الفــلــســطــيــنــيــ في قطاع غزّة، من عمليّات تطهير عرقيّ، وجميع المؤشرات التي تنذر إبادة جماعيّة.

 حيث قام الاحتلال بفرض الحصار الكامل على أهالي القطاع (براً وبحراً وجواً) وقطع المياه والكهرباء والوقود عنهم، وقتل أكثر من 700 طفل وقرابة الـ500 امرأة، حيث بلغ إجمالي القتلى من المدنيين/ات 2800 شهيداً/ة نصفهم/هن من الأطفال والنّساء -حسب وزارة الصّحة في غزّة-، وشطب ما يقرب من 90 عائلة كاملة أبيدت إثر العدوان من السجلّات المدنيّة، بينما أصيب حوالي 11000 مدنياً/ة في آلاف من الغارات الجويّة المستمرّة منذ 10 أيام بدون توقف، استهدف فيها -ولا يزال- منازل المدنيين/ات مباشرة، والمرافق الصّحية، ومقرّات وحدات الدّفاع المدني، والمدارس والجامعات ودور العبادة، وقصف المدنيين/ات العزّل في الطّرقات من النّساء والأطفال أثناء نزوحهم/هن إلى جنوب القطاع داخل الممرات الآمنة، وفي السّاعات التي حددها الاحتلال بنفسه، وذلك أثناء إجبارهم/هن على النّزوح من شمال ووسط غزّة وهو ما يعرف دولياً بعمليّة (التّرانسفير). 

أيضا قصف المستشفيات والمطالبة بإخلائها، وقصف المباني القريبة منها حيث خرجت اليوم 17 أكتوبر 2023 مستشفى الكرامة عن الخدمة بعد تضررها من قصف أحد المباني المجاورة لها، وتم قصف مستشفى المعمداني في وسط مدينة غزة.

أيضاً قيام الجيش الإسرائيلي باستخدام قنابل الفسفور الأبيض المحرّمة دولياً في القصف ضد المدنيين/ات في القطاع، وإلقائه ما يعادل ربع قنبلة نووية على المدنيين العزّل حسب الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وقصفه حوالي 115 مرفقاً صحياً. ولا يزال الاحتلال مستمراً في عدوانه على سكان قطاع غزّة وسط دعم المجتمع الدّولي لجرائمه.

تطالب بلادي المحكمة الجنائية الدّولية بفتح تحقيقٍ موسّع في جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق سكّان القطاع منذ يوم السّابع من أكتوبر حتى الآن، كما تطالب المعنيين بالأمر من المجتمع الدّولي بالتصدي لمحاولة إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وعدم التّذرّع بالألم اليهودي لدعم التطهير العرقي والإبادة.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
×

Hello!

Click one of our contacts below to chat on WhatsApp

×