حكايات التّدوير
أحمد سعيد عيون: الطفل العالق ما بين ست قضايا سياسية
– لسه الحكاية مكمّلة معانا في معاناة التّدوير، ومآسي ضياع حياة الأطفال والشّباب، بطل حكايتنا النّهاردة هو الشّاب “أحمد سعيد عيون” البالغ من العمر 21 سنة، واللي تمّ القبض عليه وهو أقل من 16 سنة. مجرد طفل لسّه متخطّاش المرحلة الإعداديّة، ومجاتش الفرصة حتّى إنّه يبني أحلامه في الحياة، فتمّ انتزاعه من وسط أسرته اللّي كان ناقصها أبوه، واللّي بسبب الملاحقة الأمنيّة مكانش قادر يتواجد معاهم في البيت.
– بدأت حكاية “أحمد سعيد عيون” ليلة 11 يونيو 2017، اللّيلة اللّي غيّرت مجرى حياته.وده حصل بعد اقتحام قوّات الأمن الوطني للبيت عشان يقبضوا على والده، ونتيجة عدم وجوده وقتها تمّ القبض على ابنه أحمد “كرهينة” لحد ما يتم القبض على الأب.
– للأسف متوقّفش الأمر عند مجرد القبض على الطّفل أو تسليم والده لنفسه، لكن تمّ إدراجه على ذمة قضية سياسية، وفي النّيابة بدأت دوّامة الحبس الاحتياطي بحبسه 15 يوم على ذمّة التحقيقات، في مواجهة تهم مكانش ليه علاقة بيها، ولا فاهم التّهم دي عبارة عن إيه، واستمرت الدّوامة لمدّة سنة ونصف، لحد ما اتحكم عليه بالحبس 6 شهور.
– بعد ما قضّى مدّة العقوبة كاملة وزيادة عليها سنة من عمره، تمّ ترحيله للقسم التّابع ليه عشان يخلّص إجراءات الإفراج عنّه، لكن الطّفل وقتها اتفاجئ بحكم غيابي صادر ضدّه، بالحبس مدّة تانية على ذمّة قضيّة جديدة، واستمرت دوامة حبسه لمدة سنتين تقريباً ما بين أحكام وحبس احتياطي، لحد ما حصل بعد إعادة الإجراءات على حكم بالبراءة، لكن للأسف برضه حلم الحريّة اتبخّر للمرّة التّانية.
– تمّ اخفاؤه قسريّاً لمدّة 3 شهور، وفي يوم 11 أبريل 2019 تمّ تدويره على ذمّة قضية جديدة، واجه فيها الحبس الاحتياطي من جديد لمدّة 5 شهور، صدر بعدها قرار إخلاء سبيله للمرة التالتة بكفالة 5 آلاف جنيه.
– بدأت دوّامة التّدوير تحوّل الأمل في قلب أحمد لحزن ويأس، فبعد انتهائه من 3 قضايا واجه فيهم أحكام ومدد حبس احتياطي، تمّ ترحيله للقسم المختصّ بإخلاء سبيله من القضيّة الأخيرة، وبعد مرور 22 يوم داخل حجز قسم الشرطة، وبتاريخ 12 سبتمبر 2019 تمّ تدويره وإدراجه على ذمّة قضيّة جديدة للمرة الرّابعة، استمرت فيها رحلة حبسه احتياطيا لمدّة 10 شهور، وانتهوا بقرار إخلاء سبيله للمرة الرابعة يوم 24 يونيو 2020 بكفالة ألف جنيه.
– كان نفسنا نقول إن ‘أحمد’ خرج بعدها، لكنّ بعد مرور 44 يوم من حجز أحمد في قسم الزّقازيق، وتحديداً في يوم 26 أغسطس 2020 تمّ تدويره وإدراجه على ذمة قضية خامسة، اتحكم عليه فيها بالحبس سنتين، واترحّل لسجن برج العرب عشان يقضي مدّة عقوبة جديدة.
– فضل شعور اليأس ملازمه هو وأسرته، وده لأنّه بعد ما خلص مدّة العقوبة الأخيرة بالحبس سنتين كاملين، في يوم 6 أغسطس 2022، تم ترحيله لقسم الزّقازيق من تاني، وتدويره يوم 11 سبتمبر 2022 وإدراجه على ذمة قضية سادسة، واللّي محبوس على ذمّتها لوقتنا الحالي.
– للأسف دوامة التّدوير والحبس الاحتياطي المستمر مكانتش الأمر الوحيد الصّعب اللّي مرّ بيه أحمد ووالدته وكل أهله، لكن بالإضافة للقبض عليه وهو طفل أقل من 16 سنة، تمّ تعذيبه بالصّعق بالكهرباء، والضّرب المبرح من ظبّاط ومخبرين الأمن الوطنيّ، وإهانته المستمرّة بالشّتم وسب الدّين.
– كمان اتحبس انفرادي 4 مرّات، وفي كل مرّة كان بيتحلق شعره من غير سبب، بس عشان مرضيش يكون مرشد على زمايله.
ده غير الإهمال الطّبي اللّي كان بيتعرّضله، واللي اتسبب في إصابته بمشاكل في فقرات ضهره.
– أحمد دخل دوامة الحبس قبل ما يبدأ مرحلة الثّانويّة، ودلوقتي بقى طالب في كليّة الهندسة من داخل السّجن، عمر كامل وفترات زمنيّة كبيرة من حياته ضاعت جوّه السّجون من غير حتّى ما يفهم هو ذنبه إيه؟ وليه بيقابل كل المهازل وفترات الحبس دي!.
– هيفضل دايماً ملازمنا نفس السّؤال… إيه الذّنب اللّي ارتكبه أحمد عشان يقضي 5 سنين من عمره بيدفع تمن خصومة اخترعها النّظام مالهوش ذنب فيها؟ ولحدّ امتى هيفضل موجود في السّجن وعمره بيضيع؟
التّدوير مهزلة للأسف النّظام مش عاوزها تنتهي.
