عن السّجين عبدالله رمضان: دخل السجن عمره 19 سنة ودخل دوامة التدوير لغاية سن 26 سنة، هيقضي حياته كلها في السجن ولا إيه؟
الحكاية بدأت يوم 10 أبريل 2015 ده اليوم اللّي غيّر حياة الطّالب “عبدالله ربيع رمضان”، كان نفسنا نقول إنه غيّرها للأحسن، لكن للأسف بقت كلها سجن ودايرة قضايا مبتنتهيش.
“عبدالله رمضان” طالب، تم إدراج إسمه في أحد القضايا وهو لسه طفل عمره أقل من 18 سنة، زي كتير من الأطفال اللي تم الزّج بيهم في قضايا مفبركة، عبدالله عاش أكتر من سنة مهدد بشبح القبض عليه، إلى أن تم القبض عليه بالفعل وهو عنده 19 سنة، دلوقتي بقى 26 سنة، وهو لسه في السّجن.
الحقيقة مفيش حد عارف عمره بيضيع في السّجن ليه، ولا مين اللي المفروض يتحاسب على ده، وشبابه اللّي بيتهدر من غير حق، ولا امتى دوّامة التّدوير دي هتخلص؟.
بدأت الحكاية لما عبدالله كان قاعد مع اتنين من صحابه في كافيه بيتكلموا عن الجامعة والحياة الجديدة اللّي هيبدأها، لحد ما اتفاجئ إنه بيتم القبض عليهم من ناس لابسين زيّ مدني وراكبين في ميكروباص أبيض، بعدها قعد في القسم يومين بيتحقق معاه هو وأصحابه، إنهم نزلوا مظاهرات، وجابولهم فيديوهات مكانش ليها علاقة بيهم، ولا حتّى النّاس اللي فيها شبههم.
في النيابة بدأت دوّامة الحبس الاحتياطي ب15 يوم على ذمة التحقيقات، قعد بعدها سنتين بيتجددله، وبعدها اتحكم عليه ب 3 سنين سجن بتهم التظاهر واستعراض القوّة وقلب نظام الحكم.
عدّت ال3 سنين و كان المفروض يتمّ الإفراج عن عبدالله، وبالفعل نزل من مكان محبسه للقسم وفضل هو وأهله مستنيين لحظة الإفراج، كل اللي معاه خرجوا، لكن هنا كانت المفاجأة، في عليه حكم غيابي 5 سنين في قضية عسكرية بنفس تهم القضية الأولى، واللي تم اتهامه فيها واتحكم عليه من غير ما يعرف لأنه أساساً وقتها كان محبوس!!.
عبدالله وأهله استسلموا للأمر الواقع وبدئوا في إجراءات المحاكمة الجديدة، بعد إعادة الإجراءات نزل الحكم لسنتين، واتنقل عبدالله لسجن جديد عشان يقضي العقوبة التّانية، محدش كان مستوعب ليه حياة طالب في بداية عمره الجامعي اتقلبت كده، ولا إيه الذّنب اللي ارتكبه، ولا فاهمين نوع الخصومة بينه وبين الدّولة واللي بالمناسبة مش هو اللّي بدأها عشان ندخل دوّامة السّجن اللّي مبتنتهيش.
بعد قضاء 5 سنين حبس كان المفروض يتم الإفراج عن “عبدالله” لكن للأسف تم إخفائه قسرياً لمدة 40 يوم، تلاهم عرضه على نيابة أمن الدولة العليا للمرة الثالثة بتهم الانضمام لجماعة محظورة والتظاهر وحيازة منشورات، مع العلم إنه بقاله 5 سنين مخرجش من السّجن ولا مرّة، ولا يعرف إيه اللي بيحصل برة، عشان يلاقي نفسه بيتم محاكمته للمرة الثالثة ومحكوم عليه بسنتين وللمرة الثالثة بيتنقل لسجن جديد.
في مايو 2022 عبدالله نزل القسم عشان الإفراج، كان الأمل عنده مجرد ضوء بسيط جداً في ثانية انعدم لما اتدوّر للمرة الثالثة عشان يقضي مدة حبس رابعة جديدة.
عبدالله بقاله 7 سنين نفسه يرجع لحضن أمه، يبات في بيته، ويمارس حياة طبيعية زي باقي الشباب، خارج سور السّجن اللي بيتنقل ليه في كل مرة المفروض يفرج عنه فيها، واللي كل أماله للحياة بتتهدم وتتكسر على بابه، أكبر أحلام عبدالله في الحياة إن عجلة التّدوير اللي اترمى فيها تقف وتقف معاها معاناته هو وأهله.
عبدالله لازم يرجع بيته. وبمناسبة إنشاء لجنة العفو الرئاسي، بنطالب الدّولة المصريّة إنها تلتفت لعبدالله رمضان واللي زيّه، وتوقف مهزلة التّدوير، وتفرج عنهم، وتسيبهم يبنوا الباقي من حياتهم بشكل طبيعي خالي من شبح السجون والملاحقات الأمنية.