قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع إصلاح وتأهيل بدر 1، مد حبس رئيس رابطة مشجعي نادي الزمالك ” السيد علي فهيم” الشهير بـ”سيد مشاغب”، وكل من السيدتين “هناء عطية أحمد عبد الغني” و”أماني كمال محمد شمس الدين” / لـ 45 يوماً آخرين، على ذمة القضية رقم 910 لسنة 2021 حصر أمن الدولة العليا.
بدأت هذه القضية عام 2021 عندما ألقت قوات الأمن الوطني القبض على مجموعة كبيرة من المواطنات والمواطنين، من بينهم خمس سيدات، وذلك على خلفيات متنوّعة لا تمتّ بأي صلة لممارسة العمل السياسي أو حتى التعبير السلمي عن الرأي.
ففي الوقت الذي يفترض فيه أن تُوجَّه الجهود الأمنية لمواجهة الجرائم الحقيقية، قامت بإلقاء القبض على عدد من المواطنين، بالإضافة إلى 5 سيدات، منهن من ظهرن في فيديوهات على منصة “تيك توك”، وأخريات لأن أحد أفراد أسرهن سبق اتهامه في قضية سياسية. دون أن يرتكبوا/ن أي جرم، ودون وجود أي دلائل واضحة تستدعي حرمانهم/ن من حريتهم/ن لأعوام.
ورغم ضعف المقدمات التي بدأت بها القضية، وغياب أي أفعال يُمكن اعتبارها جريمة أو تهديدًا حقيقيًا للمجتمع، فقد وُجِّه للجميع الاتهامان اللذان باتا الأكثر استخدامًا في مثل هذه القضايا، (الانضمام إلى جماعة إرهابية،و نشر أخبار كاذبة).
بالإضافة إلى أنه خلال السنوات الـ4 الماضية، أصدرت نيابة أمن الدولة العليا قرارات بإخلاء سبيل الأغلبية الساحقة من المتهمات والمتهمين في القضية ذاتها، حتى أصبح كل من أُلقي القبض عليهم/ن في بداية الأمر خارج أسوار الحبس، إلا أنها أبقت على استمرار حبس “سيد” وكل من السيدتين “هناء” و”أماني”.
ورغم أن الوقائع المنسوبة إليهم/ن لا تختلف عن الوقائع المنسوبة لمن أُخلي سبيلهم/ن بالفعل، ورغم عدم وجود أي مستجدات في القضية، فإن استمرار احتجازهم/ن لا يزال قائمًا دون تفسير قانوني مقنع. بل إن النيابة، في الأشهر الماضية، اتخذت نهجًا واضحًا بتسريع إحالة قضايا المحبوسين/ات احتياطيًا إلى المحاكمة، بل وأحالت قضايا بدأت حديثًا خلال هذا العام، بينما تُبقي هذه القضية تحديدًا دون إحالة، ودون إخلاء سبيل الثلاثة الباقين/ات فيها.
هذا الوضع يثير تساؤلات ملحّة: لماذا يستمر حبس هؤلاء الثلاثة فقط؟ ولماذا لم تُحال القضية إلى المحاكمة رغم مرور كل هذا الوقت؟ وما الأساس الذي يجعلهم/ن الاستثناء الوحيد بين العشرات ممن شاركوهم/ن نفس الاتهامات، دون إخلاء سبيلهم/هن؟
إن بقاء “سيد مشاغب” الذي تم تدويره على ذمة القضية محل الذكر، بعد أن أنهى عقوبته في قضية “استاد الدفاع الجوي”، و”هناء” و”أماني” قيد الحبس الاحتياطي حتى اليوم، رغم إخلاء سبيل كل المتهمات والمتهمين الآخرين، يمثل انتهاكًا واضحًا لمبدأ المساواة أمام القانون، وتجاوزًا صارخًا لاستخدام الحبس الاحتياطي كإجراء مؤقت ليصبح عقوبة فعلية بلا محاكمة.
وعليه تطالب “بلادي جزيرة الإنسانية”، بالإفراج الفوري عن كل من السيدتين، “هناء عطية أحمد عبد الغني”، و”أماني كمال محمد شمس الدين”، و”السيد علي فهيم “سيد مشاغب”.وتؤكّد أن استمرار حبسهم/ن دون مبرر قانوني يفاقم المعاناة الإنسانية، ويعمّق أزمة استخدام الحبس الاحتياطي كأداة للعقاب بدلًا من كونه إجراء استثنائيًّا لا يُصار إليه إلا للضرورة (حسب القانون).
