في الوقت الذي يحتفل فيه ملايين الأشخاص في العالم بأمهاتهم/هن في يوم الأم العالمي، هناك بقعة تعاقب فيها الأمهات على أمومتهن، يسلب منهن حق الأمومة بل والحياة برمّتها، بجمع الحرب والإبادة والتّجويع عليهن وعلى أبنائهن.
خلال أكثر من 160 يوماً من الإبادة الجماعية في غزّة، قتلت قوّات الاحتلال الإسرائيلي إلى الآن أكثر من 31000 شهيداً/ة، منهم ما يقرب من 10000 سيدة، و14000 طفلاً/ة.
في صمت عالميٍ مخزٍ، سلب الاحتلال الإسرائيلي حياة عشرات الآلاف من النّساء الفلسطينيات وقتلت أطفال الباقيات، كما تعرضت عشرات النساء للأسر والتنكيل سواء عن طريق التّعذيب أو التّحرش أو الاغتصاب، دون أن يتحرك العالم من أجلهنّ وأبنائهنّ.
خلال الإبادة الجماعية التي تمارس في حق الشعب الفلسطيني فقدت العديد من السيدات أبنائهن وبناتهن أمام أعينهن إمّا جراء عمليات القصف، أو التّجويع كما حدث مع والدة “الكفارنة” أو بالتّصفية الميدانية كما حدث مع والدة “جمال الدّين أبو العلا” والتي ذكرت فداء ابنها بروحه لها، حينما أجبره جنود الاحتلال على دخول مستشفى ناصر مكبّل اليدين لينقل لهم رسالة الاحتلال بالإخلاء الفوري للمشفى، مقابل عدم قتلهم لوالدته، ليردوه قتيلاً أمام عينيها بعد ذلك بثلات رصاصات، لتحيا ما بقي لها معذّبة بألم فقدانها ولدها الذي فضل حياة أمه عن حياته!
لم يكن ذلك المشهد -على بشاعته- الأشدّ صعوبة، حيث تسبب الاحتلال الإسرائيلي في قتل وتجويع ، أكثر من ثلث النّساء والأطفال في غزّة أمام صمت العالم.
في العيد العالمي للأمهات تحرم النّساء وأبنائهن من الاحتفال بأمومتهنّ بل و يتم قتلهم/هن وتجويعهم/هن يومياً بفعل آلة الإبادة والحصار.
متى يتحرّك العالم كي لا يموت نساء وأطفال غزّة جميعاً؟!
