الطبيبة بسمة رفعت تدخل عامها الثامن داخل السجن

السيدة بسمة رفعت عبد المنعم محمد ربيع، طبيبة بشرية، عضوة بنقابة أطباء مصر، وأم لطفلين، حيث كان يبلغ رضيعها “يوسف” سنة وشهرين، وطفلتها “سلمى” خمس سنوات وقت القبض عليها، وقد تركتهما لوالدتها التي كانت تبلغ السبعين من العمر حينها.

بدأت رحلة الطبيبة بسمة في تاريخ 6 مارس عام 2016، حين تم اختطاف زوجها الضابط السابق بالقوات المسلحة المصرية، العقيد المهندس “ياسر إبراهيم عرفات”،من أمام منزلهما من قبل عناصر ترتدي زي مدني، والتعدّي عليه بالضرب، فذهبت للبحث عنه، وتقديم بلاغ باختطافه، لتختفي داخل قسم الشرطة هي الأخرى تاركةً طفلها الرضيع وشقيقته، حتى ظهرت أمام النيابة رفقة زوجها، عليهما آثار تعذيب، على ذمة القضية رقم 314 لسنة 2016 حصر أمن الدولة العليا المعروفة إعلامياً بقضية “اغتيال النائب العام”، وذلك على خلفية اتهامهما بالانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية، ومجموعات العمل النوعي المسلح، وإمدادهم بأموال وأسلحة وذخائر ومعونات أخرى لارتكاب العمليات التخريبية والإرهابية.

وبالرغم من عدم وجود أدلة واضحة أو أحراز تفيد حقيقة اتهامها في القضية، قضت المحكمة بسجن الطبيبة بسمة خمسة عشر عاماً، كما حُكم على زوجها بالسجن المؤبد في ذات القضية. من حينها ومنذ ما يزيد عن ثمانية أعوام مازالت داخل السجن تعانى الظلم والحرمان من طفليها وزوجها ،وقد أرسلت رسالة من داخل السجن بعد مرور أربع سنوات من سجنها -في 29 أكتوبر 2019- تستغيث فيها بنقابة الأطباء، وتطالبهم بالتدخل للإفراج عنها، شرحت فيها ما حدث معها، كما ركزت على تدهور حالتها الصحية حيث قالت فيها:

“أتقدم لسيادتكم أنا الدكتورة بسمة رفعت طبيبة مصرية وعضو بنقابة أطباء مصر، أتقدم باستغاثة أو لنقل إنها صرخة ألم لعلها توقظ الضمائر وتحيي القلوب. 

من يوم إعتقالى الأول وبدأت صحتى في التأثر، فأصبت أولا بتورم بالثدي الأيسر بسبب فطامي القهرى لابنى، ثم أعقبها إصابتى بمشاكل في إحدى صمامات القلب، هذا القلب الذي لم يعد يتحمل الوجع والظلم وحرمانى من أطفالي، وأصبت بمشاكل بضغط الدم، والفقرات القطنية والعجزية بسبب سوء الأحوال المعيشية وعدم وجود أى رعاية طبية بالسجن، ولا اهتمام يذكر، أتقدم إليكم بكل ما سبق لأنى مازال لى حق في وطن، لأن من حقى أن يرفع الظلم عني، وأن أعود لأحضان أطفالي وأهلى، لأن حقي أن أعود لوظيفتي كطبيبة مصرية أخدم بلادى. 

أنا لا أتسول حق، ولا أريد أن أضعكم في حرج، لكن نظرة واحدة لأوراق قضيتي لتعلموا كم الظلم الذي وقع علي،

حكم علي بـ 15 عاما قضيت منهم 4 سنوات خلف قضبان ليست من حديد فقط، ولكنها قضبان قهر أريد فقط أن أعود لحياتى، بطلب إعادة النظر في حيثيات القضية وظروف حبسي، أو بعفو رئاسي عني لظروفي وظروف أطفالي وأمى المريضة، وأريد حتى يأذن الله لى بالحرية أن أتلقى الرعاية الطبية المناسبة ويتم علاجي خارج السجن لعدم وجود أى إمكانات طبية هنا إطلاقا، وأخيرا أتمنى إيضاح سبب إيقاف معاشي من نقابة الأطباء منذ حوالي عام من غير إبداء سبب قانوني لذلك، وللعلم الأمر بالنسبة إلي ليس فى القيمة المادية لهذا، ولكنه ذو قيمة معنوية أن زملاء مهنتي وأبناء وطني لم يتخلوا عني، وكم بكيت وتألم قلبي كلما تذكرت قول قائلا عبر عما يجيش في صدرى:-

بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة، وأهلي وإنْ ضنّــــوا عليّ كرامُ

د بسمة رفعت عبد المنعم ربيع، سجن القناطر للنساء“.

تطالب بلادي السلطات المعنية بضرورة النظر في قضية الطبيبة بسمة، والإفراج عنها نظراً لظروفها الصحية، وعودتها لطفليها الذين حرمتهما السلطات من والديهما في آن واحد، والتوقف عن الزج بالأمهات داخل السجون، وحرمانهن من أطفالهن فقط لإسكات أصواتهن التي تعارض النظام الذي لا يتوقف عن استخدام السجن لكل من سولت له نفسه التعبير عن رأيه.

الحرية للطبيبة الأم بسمة رفعت 

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
×

Hello!

Click one of our contacts below to chat on WhatsApp

×